Thursday, May 23, 2013

دور البرمجة اللغوية العصبية NLP في التربية والتعليم- الجزء الأول



دور البرمجة اللغوية العصبية NLP في التربية والتعليم


هي ترجمة للعبارة الإنجليزية Neuro Linguistic  Programming  
  وهو ذلك العلم الذي بـدأ في منتصف السبعينات على يدي العالمين الأمريكيين الدكتور جون غرندر (عالم اللغـويات) و ريتشارد باندلر (عالم الرياضيات).

إن هذا العلم يقوم على اكتشاف كثير من قوانين التفاعلات و المحفزات الفكرية
والشعورية والسلوكية التي تحكم تصرفات و استجابات البشر على اختلاف أنماطهم. إنه ذلك العلم  الذي يكشف لنا عالم الإنسان الداخلي و طاقاته الكامنة بما يسمح من التعرف على شخصية الإنسان ، وطريقة تفكيره وسلوكه و أدائه وقيمه ، والعومل التي تقف عائقا في طريق إبداعه وتفوقه ، كما أنه والأهم من ذلك يمدنا بأدوات وطرائق يمكننا بها إحداث التغيير الإيجابي المطلوب في فكر الإنسان وسلوكه وشعوره ، وتوجيهه نحو تحقيق أهدافه.
وقد امتدت تطبيقات هذا العلم  إلى جميع ما يتعلق بالنشاط الإنساني كالتربية والتعليم والصحة النفسية والجسدية والتجارة والأعمال والدعاية والإعلان والتسويق والمهارات والتدريب والجوانب الشخصية والأسرية والعاطفية وحتى مجالات الترفيه كالرياضة والألعاب والفنون وغيرها.

إن علم البرمجة اللغوية العصبية يستند على التجربة والاختبار ويقود إلى نتائج محسوسة ملموسة في كثير من المجالات منها على سبيل المثال لا الحصر:
- الحالة الذهنية  لدى الفرد: حيث يتمكن من كيفية رصدها والتعرف عليها وتغييرها وتوجيه مسارها وتلعب الحواس دورا مهما في تشكيل الحالة الذهنية.
- مستوى الإدراك لدى الفرد وحدوده : كمدركات المكان و الزمان والأشياء و الوقائع والغايات و الأهداف و انسجام الفرد مع نفسه ومع الآخرين .
- أنماط التفكير ودورها في عمليات الإبداع ، وعلاقة اللغة الذهنية وأثرها على حياة الفرد أو دورها في الوظائف الجسدية ( الفسيولوجية ).
- تحقيق الألفة بين الأفراد وطرق إكتسابها ،  ودورها في التأثير على الآخرين سلبا أو إيجابا.
- فهم الإنسان لقيمه ومبادئه وانتماءه ، وارتباط ذلك بقدرات الإنسان وسلوكه وكيفية تغيير المعتقدات السلبية التي تعيق الإنسان وتحد من نشاطاته.
- دور اللغة بأنواعها اللفظية واللالفظية في تحديد أو تقـييد خبرات الإنسان ، أو كيف يمكنه تجاوز تلك الحدود ،وكيف يمكن استخدام تلك اللغة للوصول إلى عقل الإنسان وقلبه ، لإحداث التغييرات الإيجابية في المعاني والمفاهيم.
- علاج الحالات المرضية التي يعاني منها الفرد كالخوف والوهم والصراع النفسي والتحكم بالعادات القهرية وتغييرها.
- تنمية المهارات لدى الفرد وشحذ الطاقات ورفع الأداء.

تعمل البرمجة اللغوية العصبية على أربعة أركان رئيسية هي:
1-تحديد الهدف ( ماذا نريد ؟): فهي تقدم للفرد آليات كثيرة تساعده على معرفة ماذا يريد؟ ، وما هو الأنسب له؟ ، كما أنها تعمل على إلغاء كل ما يعتري طريق أهدافه من التخوف والتردد والحيرة والصراع النفسي وتكون لديه حالة شعورية مستقرة تجاه هدفه المأمول متصورا المستقبل مستشعرا الهدف مؤمنا بإمكانية تحققه واثقا من قراراته وخطواته التي ينبغي أن يتخذها ويرى آثار نتائجها المتوقعة.
2-الحواس: وتعتبر منافذ الإدراك والوعي لدى الفرد ولذلك تعمل البرمجة اللغوية العصبية على تنمية هذه  الحواس و شحذ طاقاتها و قدراتها لتكون أكثر كفاءة وأداء في دقة الملاحظة وموضوعيتها وفق الحدود البشرية التي فطر الله الناس عليها . ولا شك أنه كلما زادت مدركاتنا ووعينا وثقافتنا  كلما ارتقت وسائلنا في الرصد وبالتالي تهيأت الفرص لتحقيق النجاح بشكل أفضل خاصة إذا علمنا أن كلا منا تغلب عليه إحدى هذه الحواس فيركز عليها أكثر من غيرها.
3- المرونة: إن المرونة هي أساس أي تطوير أو تغيير أو نجاح ، فما لم نمتلك المرونة في تقبل أنماط الحياة الجديدة فإننا سنبقى حبيسي الروتين المعتاد ، فالشخص الذي يمتلك مرونة عالية في التفكير تكون لديه سيطرة و تحكم أكبر في كل الأمور مع عدم تعرض ذلك مع المباديء .
4-المبادرة والعمل: اللذان يشكلان حجر الزاوية الذي لا بد منه ، فما لم تحول تلك الأفكار إلى واقع عملي فإنك لن تحقق شيئا.

إن هذه الأركان الأربعة لا بد أن تكون مجتمعة ، إذ لا يستغني بعضها عن بعض ، ولذلك تعمل البرمجة اللغوية العصبية على هذه الجوانب جميعا بطريقة تكاملية متوازية .
ويمكن تلخيص أهم الفوائد من علم البرمجة اللغوية العصبية فيما يلي:
- تمكن الفرد من  اكتشاف الذات وتنمية القدرات.
- وضوح الأهداف وحسن صياغتها والتخطيط السليم لها .
- بناء العلاقات وتحقيق الألفة مع الآخرين.
-اكتشاف البرامج الذاتية والعادات الشخصية و تعديلها نحو عادات أفضل.
- تحقيق التوازن النفسي والروحي على حد سواء.

دور البرمجة اللغوية العصبية في التربية والتعليم:
إن البرمجة اللغوية العصبية مفيدة جدا في كشف كل ما نحتاجه لنجاح العملية التربوية على اختلاف أنماط و أعمار المستهدفين بها ، ولا شك في أن أساليبنا التي نمارسها تعلم أكثر مما تربي ، وتركز على المعلومة أكثر من المهارة ، وهذا خلل تتجاوزه البرمجة اللغوية العصبية ، فيستطيع دارس البرمجة اللغوية العصبية أن يكون أكثر فاعلية وقدرة على اختيار الأسلوب الأنسب لكل حالة ، نظرا لفهمه للتقلبات والأحوال النفسية المختلفة ، وإتقانه لمهارات واستراتيجيات التعامل مع كل حالة.
فماذا نتعلم في البرمجة اللغوية العصبية وكيف نستفيد منها في مجالات التربية والتعليم؟

تابع باقي المقال في الجزء الثاني بإذن الله

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.